توفي بطل العالم لاعب الشطرنج الأسطوري الذي بات رمزا من رموز الحرب الباردة، روبرت جيمس فيشر الشهير ببوبي فيشر الجمعة في العاصمة الأسلندية ريكيافيك عن 64 عاما.
وفيما لم يتمّ الإعلان عن سبب وفاته، قال المتحدث باسمه غاردار سفيرسون إن اللاعب الشهير كان يقيم في أحد مستشفيات ريكيافيك.
ولد فيشر في شيكاغو وترعرع في بروكلين وبرع في اللعبة التي تعلمها على يد شقيقته، وهو ما سمح له في سنّ الخامسة عشرة بأن يصبح أصغر بطل في الولايات المتحدة، وهو الإنجاز الذي لم يكسره إلا الطفل هيكاريو ناكامورا قبل أربعة أعوام.
كما كان فيشر أصغر أستاذ دولي كبير قبل أن تنتزع منه الطفلة المجرية جوديت بولغار اللقب الرمزي عام 1991 .
في عام 1965، يبدأ فيشر في لفت الأنظار إليه بنقده الشرس لسياسة الولايات المتحدة، حيث يقرر فيشر عدم المشاركة في تصفيات بطولة العالم بسبب سخطه على ألاوضاع.
وعام 1969، فاز على أبطال الاتحاد السوفييتي الثلاثة وعلى بطل العالم السابق تيغران بتروسيان ليصبح المتحدى الرسمى لبطل العالم بوريس سباسكي.
في تلك المباراة التي جرت عام 1972، في أيسلندا، في أوج الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفييتي مما جعل العالم يترقبها بشغف عظيم.
وتميزت المباراة بسخط فيشر على كل شيء حتى إنه غادر أثناءها قاعة اللعب إلى غرفته لانهم وضعوا كاميرا بجواره كانت تصدر صوتأاثناء تسجيل المباراة.
إلا أنّه عاد لاحقا وفاز ليصبح أول امريكي يفوز ببطولة العالم في الشطرنج.
وفى عام1975 تأهل اللاعب الروسى أناتولى كاربوف لملاقاة فيشر الذي قرر الاعتزال مما فتح المجال لجدل كبير مازال قائما، حيث اعتبر الكثيرون أنّ فيشر كان يخاف كاربوف.
إثر ذلك، خيمت العزلة على حياة فيشر الذي عاد إثر ذلك بسبع سنوات، ليعلن أنه سيخوض مباراة مع منافسة القديم بوريس سباسكي في يوغوسلافيا التى كانت تحت العقوبات الدولية.
وفي تلك المباراة أثبت فيشر تفوقه وفاز مجددا على بوريس سباسكي، ليبدأ بعدها رحلة المنفى بين دولة وأخرى هربا من قرار أمريكي باعتقاله بسبب لعبه في بلد معاقب دوليا.
ولاحقا اعتقلت السلطات اليابانية فيشر أثناء وجوده في طوكيو، غير أنها وأمام ضغوط دولية اضطرت إلى إطلاقه غير أنها قالت إنها لا تعرف لمن تسلمه حيث أنه لا جنسية له.
ولإنقاذ الموقف منحت أيسلندا جنسيتها لفيشر الذي أقام فيها حتى وفاته.
عرف اللاعب الراحل بمعارضته لسياسة بلاده حتى أن موقفه من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، شابه الغموض.
كما أنّه عرف عنه أنه كان هدفا لحملة من كتاب يهود اتهموه بمعاداة السامية، غير أنّه ردّ قائلا "لا أعادي السامية فأنا لا أكره العرب."