- ايه يا مدام سارة انتى بتدلعى علينا ولا ايه ؟
- ليه يا دكتورة ؟
- حمل ايه اللى اتأخر ؟ انتى متجوزة يدوب من كام شهر !! ليه الاستعجال ده يا بنتى؟
- فردت أمى نيابة عنى لما رأت احمرار وجهى ....... ماانتى عارفة زن الناس يا دكتورة خلوها تقلق !!
- بصى يا سارة التحاليل اللى قدامى بتقول انك سليمة مية فى المية ولكن القلق اللى انتى فيه ده ممكن يخلوكى فعلا تتأخرى فى الحمل ....أهدى واطمنى وسيبى كل حاجة بأمر الله
- فرددت بخجل :طيب يعنى يا دكتورة مفيش حاجة تعجل الحمل شوية ؟
- انا مش عاوزة ألخبط الهرمونات عندك وأتعبك بجد ... وبعدين زوجك ما عملش التحاليل ليه ؟
- .........
- رافض طبعا كالمعتاد مش كده ؟! كل الرجالة فى الموضوع ده زى بعض الوزير زى الغفير قليل اوى اللى بيرضى يكشف وبعد ما تكون مراته اتبهدلت !! ربنا يهدي!!
- طيب يا دكتورة أعمل ايه ؟ انا خلاص ح اتجنن !!
- هو انتى لو مفلسة وطلبتى من ناس فلوس صدقة وقالوا انهم ح يدوها لك واتأخروا عليكى .... ح تروحى تخبطى على بابهم كل يوم بالحاح ؟
- لا طبعا !!
- بس انتى بتطلبى من ربنا يا سارة مش من الناس .. ألزمى بابه ولن يردك أبدا ..
وخرجت من عند الدكتورة وأنا فى قمة الارتياح أرتحت جدا نفسيا ان ليس بى عيب يمنع الانجاب ..اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. يكفينى هذا الشعور كى أهدأ .... ولن يقلقنى أحد بعد الان ولو سألنى أحد سأجيبه ( لا تسألنى أنا اسأل الله !!)
لن أقلق أو اتوتر كى لا يؤثر على نفسيتى كما قالت الدكتورة ...طيب وموقف عمر المتخاذل معى ؟ ماذا أفعل معه ؟ أتشاجر ؟أخاصمه ؟ ؟ لا لا لن أفعل كل هذا كى لا أغضب الله وأنا فى أمس الحاجة لرضاه ..... ولا أريد أن أعصى الله بغضب عمر منى لأن ما عند الله لايؤخذ بمعصيته ........وأفقت من سرحانى على صوت أمى تقول لى :
- ما تزعليش يا سارة من عمر ....هم كل الرجالة بياخدوا المواضيع دى بحساسية ....
- ففاجأها ردى : لا ياماما أزعل ليه يعنى هو ده اللى ح يعجل اللى ربنا كاتبه ؟ ... وبعدين انا ماأقدرش أزعل منه أبدا
- فردت بغيظ : طيب يا ستى ربنا يخليه ليكى انا الحق على !!
وجاء عمر ليأخذنى من عند ماما وفى السيارة كان يتوقع منى البوز المتين وانى أتخانق أو حتى أبكى وقصصت عليه ما قالته الدكتورة بكل بساطة وبدون لوم . فصمت طويلا وخجل من نفسه وقال لى: انا اسف يا سارة ....
- .........
- انا مش عارف انا سبتك ليه تروحى للدكتورة مع ماما ؟ بجد انا غلطان حقك على
-
- انا فعلا زعلت منك لكن قدرت انك واخد الموضوع بحساسية فخلاص يا سيدى ولا يهمك
- ربنا يخليكى لى يا عمرى ويكملك بعقلك .. وأقول لك حاجة حتى لو خلفنا مش ح أحب ابننا أكتر منك !!
- .........
ومرت الأيام التالية وأنا هادئة تماما وأدعو الله ليلا ونهارا وبتضرع وتذلل ولكن باطمئنان ويقين داخلى انه لن يردنى أبدا ولن يتركنى خالية الوفاض ....ولكن أعصابى أبعدها تماما عن التوترواكثرت كثيرا من الصدقات خلاف صدقات حصالتنا الاسبوعية انا وعمر !!
وحماتى العزيزة واصلت بالطبع حملاتها الشرسة ضدى وأنا لا أرد ولا أعيرها اهتمام .....حتى فاض بى الكيل من أسئلتها النارية والمستفزة فرددت عليها ذات مرة بهدوء وأدب حتى أغلق هذا الباب نهائيا :
- واضح يا طنط ان الموضوع ده قالقك أوى وأنا عارفة ان ده من كتر حبك لى !! بس انا بصراحة مش باحب أتكلم في خصوصياتى ..... ده حتى ماما مش بتتكلم فيه خالص تتصورى يا طنط ؟
- .........
-
والغريب ان عمر كان جالس فى هذا الحوار ولم يغضب منى كما توقعت !! بل بالعكس ابتسم وغمز لى بعينه وتظاهر انه يقرأ الجريدة كى لا تقتله أمه !!
وأخيييييييييييرا جاء ميعادى الشهرى الذى انتظره على أحر من الجمر والحمد لله لم تتصل حماتى لتسألنى سؤالها الشهرى المعتاد !!
ومر اليوم بطيئا بطيئا دون حدوث شىء !! وكل دقيقة أترقب وادعو الا يحدث !!
ومر اليوم التالى وانا فى عملى ولا أركز اطلاقا الا فى ترقب ما سيحدث ؟ وهل ستتأخر شارة أنوثتى يوما اخر ؟ يارب يارب ..... ومر يومان اخران وانا أكاد أجن من التوتر الممزوج بفرح غامض ....هل يكون حدث ؟ ؟
ولاحظ عمر انى لم أنقطع عن الصلاة كالمعتاد فسألنى بترقب : ايه يا سارة فيه ايه ؟ بتصلى ليه ؟
ولم أرد ان أخبره الا لما أتأكد أولا فضحكت وقلت له : أصلى أشهرت اسلامى قريب !!
وطبعا لم ينخدع بهزارى ولكنه لم يرد أن يسأل هو الاخر كى لا يصاب باحباط !!
وعند مرور خمسة أيام لم أطق الانتظار وبدون أن أخبر أحد اشتريت اختبار حمل منزلى و قرأت تعليماته علامة حمراء واحدة لايوجد حمل وعلامتان اى يوجد حمل ..... وأجريته ومرت الثوانى بطييييييييييئة وانا أغمض عينى كى لا أرى !! وأخييرا امتد اللون الاحمر ببطء ليرسم علامتين ... علامتين ؟ يعنى انا انا ؟ حااااامل ؟
وخرجت من الحمام وهبطت بكامل هيئتى فى سجدة شكر طويلة وبللت دموعى الشاكرة وجهى ولهج صوتى بالدعاء وكل خلية منى ترتعد من فرط السعادة والشكر بهبة الله الغالية التى أودعها جسدى .... كيف أشكر هذه النعمة ؟ وكيف أصونها ؟ وكيف أخبر عمر وماذا تكون ردة فعله ؟ وكيف أخبر الجميع ؟ أشعر انى أريد أن أصرخ فى الشارع وأوقف المارة وأخبرهم انى حااااااااااااامل !!