تخيلت لوهلة بأنني قد وجدت أمنيتي التي حلمت بها كثيراً .. تخيلت لوهلة بأن الدنيا ما زالت بخير .. تخيلت لوهلة بأن الحب مازال يعمر أرجاء الكون .. تخيلت لوهلة بأن الجراح يمكن أن تندمل و تختفي آثارها إلى الأبد .. تخيلت لوهلة بأنه من الممكن تحقيق الأحلام وإن طال أمدها .. ولكني أخطأت .. نعم سقطت ثانية وفي وقت قصير .. نعم تعثرت خطواتي مجدداً ، نعم تفتقت الجروح وسالت دمائي من جديد ..
ليتني عرفت ما كان يكنه قلبك لي ، ليتني عرفت ما دار في خلدك ، ليتني عرفت ما كان يجول في خاطرك ..أصبحت أفكاري مبعثرة فلم أعد واثقا من معرفتي بك ، لقد جعلت الشك يداخل قلبي وعقلي من ناحيتك ....فأين أنت الآن؟ نعم لم تعد كما كنت ، لم تعد ذلك الحبيب الذي يتلهف على سماع صوتي ، لم أعد أستطيع أن أحس بذلك الشوق في همساتك .. فلم هذا التغيير؟ أريد أن أعرف ماذا حدث؟ لماذا تحاولين الابتعاد ، لم يعد بيننا ذلك التواصل ... أحببتك؟ أجل و لكني أحس بأن كرامتي بدأت تندثر، تتبعثر بسبب هذا الحب .. لم أكن أريد ذلك و لكن في كل مرة أجبر فيها نفسي على الابتعاد عنك أجد لنفسي ولك الأعذار لأعود إليك أكثر اشتياقاً لسماع صوتك ، للإحساس بك ، و للعودة إلى قربك ولكني اليوم أقولها لك سأبتعد .... سأجبر نفسي على قطع كل رباط بيني و بينك ..
عندما بدأت علاقتي بك بذلت في سبيلها كل غالٍ و رخيص و لم يهمني أي شئ ، لم أكترث بأنه لربما علم أحد بما أحمل لك في صدري ، كل ما كان يهمني هو وجودك إلى جانبي و الاستمتاع بحبك لي .. علمتك الحب و جعلتك تطيرين في سمائه محلقاً بين الغيوم ، سقيتك من رحيق حبي ، أذقتك كل ما هو لذيذ فيه و لكنك رفضت كل ذلك و ليتني أعرف ما كنت تريدين مني ..
كلمة أخيرة:
فراقك صعب ، نار تستعر في وسط صدري كالجحيم ، ولكنه أفضل من البقاء في عالم الضياع إلى جانبك